[
عندما تقترب نهاية الانسان ويشتعل الرأس شيبا
خبت نار نفسي باشتعال مفــارقي وأظلم ليلي إذ أضاء شهــابهـا
أيا بومة قد عششت فوق هــامتي على الرغم مني حين طار غرابها
رأيت خراب العمر مني فــزرتني ومأواك من كل الديار طـرابـها
أأنعم عيشا بعد ما حل عــارضي طلائع شيب ليس يغني خضابهـا
وعزة عمر المرء قبل مشيبـــه وقد فنيت نفس تولي شبابهــا
إذا اصفر لون المرء وابيض شعره تنغص من أيامه مستطابـهــا
فدع عنك سوءات الأمور فإنهــا حرام على نفس التقي ارتكابهـا
وأد زكاة الجاه واعلم بأنهـا كمثل زكاة المال تم نصـابهــا
وأحسن إلى الأحرار تملك رقـابهم فخير تجارات الكراء اكتسابهــا
ولا تمشين في منكب الأرض فاخرا فعما قليل يحتويك ترابـهـــا
ومن يذق الدنيا فإني طعـمتهــا وسيق إلينا عذبهــا وعذابهـا
فلم أرها إلا غــرورا وبـاطـلا كما لاح في ظهر الفلاة سرابهـا
وما هي إلا جيفــة مستحيــلة عليها كلاب همهن اجتذابهـــا
فإن تجنبتها كنت سلما لأهلهــا وإن تجتذبك نازعتك كلابهـــا
فطوبى لنفس أولعت قعر دارهـا مغلقة الأبواب مرخى حجابهــا